أستاذ العلوم السياسية- جامعة النجاح الوطنية- فلسطين
تعدّ قضية الصراع العربي-الإسرائيلي من المواضيع الأكثر أهمية في العالم العربي، ويعدّ البحث عن حلول لها ضرورة ملحة تتجاوز القضايا القطرية والمحلية، وقد جاء هذا التحليل الاستراتيجي المركّز لتناول عدة مقاربات عربية لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي: الأولى ترفض شرعية الاحتلال الإسرائيلي، والثانية ترى أن الصراع هو صراع حضاري، والثالثة تركز على الحلول السياسية مثل معادلة "الأرض مقابل السلام".
أما عن الجانب الإسرائيلي، فقد ظهرت مقاربتان رئيسيتان هما: إدارة الصراع وحسمه، مع تقوية نفوذ اليمين الإسرائيلي في السنوات الأخيرة.
وتظهر حرب الإبادة في غزة نموذجاً لهذا الصراع الوجودي، كما اعتُبر "طوفان الأقصى" تهديداً لوجود إسرائيل، مما دفع مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لدراسة هذا التهديد بتعريف التهديد الوجودي وتحديد فوائده ومخاطره، وتوقع التهديدات المستقبلية.
وخلُص التحليل إلى إنّ تعريف التهديد الوجودي هو الذي يمكن أن يسبب ضرراً كبيراً لدولة إسرائيل، وفي حالة "طوفان الأقصى" بدا الفشل الأمني والعسكري للإسرائيليين في التعامل مع التصعيد، حيث لم تتمكن إسرائيل من إنقاذ الأسرى أو تحقيق أهداف الحرب.
وفي المقابل أكد التحليل على أنه يمكن أن يؤدي الشعور بالتهديد الوجودي إلى تماسك داخلي ودعم للقيادة السياسية، لكنّه في الوقت نفسه ينشئ أخطاراً مثل غياب المواقف العقلانية وفرض إجراءات غير محسوبة.
أما عن التهديدات الوجودية المستقبلية، فقد أشار التحليل إلى أنها تشمل إمكانية تشكيل تحالفات ضد إسرائيل، وعجز الدولة عن تأمين سكانها، وإمكانية امتلاك إيران للسلاح النووي، إضافة إلى تراجع فرص بناء الشراكة أو التحالف مع بعض الدول العربية في المنطقة كما كانت تطمح إسرائيل قبل "طوفان الأقصى" في ظل هذه الجرائم التي ترتكبها، وفي ظل نكوصها عن أي تسوية سياسية مع الشعب الفلسطيني.
الكلمات المفتاحية: إسرائيل، الاحتلال الإسرائيلي، فلسطين، الولايات المتحدة، السلام، "طوفان الأقصى"، الصراع العربي- الإسرائيلي، المقاومة، اليمين الإسرائيلي.