المقالات والتقارير

تحديات الدولة الجديدة في سوريا بين الاستقرار والهشاشة السياسية
عبيدة فارس


دخلت سوريا يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 مرحلة جديدة من تاريخها، مع سقوط نظام البعث بعد 51 عاماً من الحكم، وهو سقوط جاء بعد 14 عاماً من الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، والتي تحولت إلى صراع مسلح، وخلال هذه الفترة قُتل مئات آلاف السوريين، وتعرّض نصف السكان للنزوح، وفقدت الدولة سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد.
ونتيجة لهذه الأوضاع فقد أصبحت سوريا ساحة لتدخلات إقليمية ودولية، مما أدى لظهور تحديات معقدة أمام الحكومة السورية الجديدة، وجاء هذا التقرير لمناقشة هذه التحديات على المستويين الداخلي والخارجي في المدى القصير، حيث تناول الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا كتحدٍّ داخلي، إضافة إلى الوضع الأمنيّ المعقد في ظل وجود عناصر من الأجهزة الأمنية السابقة ومقاتلي الفصائل المسلحة، مما قد يؤدي لاندلاع مواجهات مسلحة.
وفيما يخص العدالة الانتقالية كتحدٍّ داخلي أيضاً، هناك الكثير من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب خلال 50 عاماً من حكم نظام البعث، مما يعدّ تحدياً كبيراً في كيفية التعامل مع المجرمين والمحاسبة. كما تعتبر العلاقة مع المكوّنات الإثنية والطائفية والحاجة إلى ضبطها تحدياً داخلياً كبيراً أيضاً أمام الحكومة الجديدة.
أما التحديات الخارجية فتشمل العلاقات مع تركيا التي كانت داعماً رئيسياً للمعارضة، وإسرائيل التي تسعى لزيادة نفوذها العسكري، إضافة إلى أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة تمثل تحدياً آخر بسبب العقوبات المفروضة، وكذلك إيران التي تسعى لاستعادة نفوذها.
وقد خلُص التقرير إلى أنّ سوريا تواجه تحديات ضخمة على صعيدي الاستقرار الداخلي والعلاقات الدولية، مما يتطلب شركاء دوليين ودعماً شاملاً لإعادة البناء والانتقال إلى مرحلة جديدة.

الكلمات المفتاحية: سوريا، الأسد، الطائفية، العدالة الانتقالية، العقوبات، الاقتصاد، القواعد العسكرية، تركيا، إسرائيل، الولايات المتحدة، إيران.

قم بالاشتراك الآن في
مجلة دراسات شرق أوسطية