شهد العقد الماضي
2011-2021 عدداً من التغيرات سواء في
النظم السياسية أو العلاقات الإقليمية، والتي شكلت تداعيات ما بعد الربيع العربي
أرضية أساسية لها.
وظهرت أنماط مختلفة من
التغيير السياسي، سواء عبر الانتخابات أو نشوب حرب أهلية بعد سقوط نظم الحكم، وهو
ما أدى إلى وجود طرق تغيير غير متناسقة تسببت في اهتزاز العلاقات الإقليمية وظهور
مشكلات أمنية تستنزف جزءاً من قدرات الدول واهتماماتها، وقد انعكس تباين الوضع
الجيوسياسي في بُعد بعض الدول عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
وتسعى هذه الدراسة إلى تحليل التحولات السياسية في المنطقة العربية وانعكاسها على
القضية الفلسطينية خلال العقد الماضي، إضافة إلى دراسة مدى تأثير العمليات
والاتجاهات السياسية في النطاق العربي على الانتقال بالقضية الفلسطينية إلى مربّع
يساعد الفاعلين الفلسطينيين والإقليميين على وضع قواعد جديدة في التعامل الدولي،
وذلك من خلال ثلاثة محاور أساسية للدراسة ناقشت التغير في النظم السياسية العربية
والعوامل المؤثرة في تشكيل الأزمات السياسية العربية، والسياقات الإقليمية وأثرها
على القضية الفلسطينية، إضافة إلى القضية الفلسطينية في ظل التداعيات الإقليمية
والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة العربية.
وقد خلُصت الدراسة إلى
أن سقوط بعض نظم الحكم التقليدية، وقت الربيع العربي، شكلت علامة فارقة في المشهد
الإقليمي، كما ساعد على ظهور أولويات أخرى مزاحمة للمسألة الفلسطينية كالأزمة
السورية، ما أدى لتآكل البيئة الحاضنة للقضية الفلسطينية. حيث وقعت القضية
الفلسطينية في تناقضات مركبة، في ظل سلسلة من التحولات الإقليمية المتتالية، فمن
جهة، تصاعد الصراع الإقليمي على أرضية سياسية ومذهبية، وخصوصاً مع احتدام الحرب في
سوريا وليبيا واليمن، وتفاقم الخلاف بين إيران والخليج العربي، بحيث عملت على
تكوين بيئمة منقسمة وغير قادرة على بناء موقف مشترك تجاه إجراءات إسرائيل في
الأراضي الفلسطينية، ومن جهة أـخرى، ساهم تسارع موجة التطبيع الأخيرة في صعوبة
بناء موقف متماسك مقابل مشروعات التسوية الأمريكية، وظلت تؤكد على مرجعية
"المبادرة العربية" ومشروع حل الدولتين دون وجود حاضنة إقليمية متجانسة
أو مستقرة.
الكلمات المفتاحية: القضية الفلسطينية، التحولات الجيوسياسية، الشرق الأوسط،
الربيع العربي، النظم السياسية، الأزمات العربية، الصراع العربي- الإسرائيلي.