التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية 2002-2021 وانعكاساتها على مستقبل القضية الفلسطينية
تسارعت التحولات في العلاقات العربية- الإسرائيلية بعد
مبادرة السلام العربية عام 2002 وحتى العام 2021 واتسعت لكافة المجالات خاصة في السنوات
التي تولّى فيها الرئيس دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة مع استمرار حكومة
بنيامين نتنياهو في إسرائيل.
وقد شملت التحولات الجوانب الأمنية
والاقتصادية والسياسية، ووصلت لدرجة التطبيع الكامل للعلاقات بالتوقيع على معاهدات
سلام بين كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي ترامب في
واشنطن عام 2020.
ويستقصي هذا البحث أهم هذه التحولات التي حدثت في هذه
الفترة، والدوافع وراءها، وتحليل البيئة المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بها،
وتأثيراتها عليها وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، إضافة إلى محاولة استشراف
مستقبل هذه التحولات.
وقد استخدم البحث المنهج الاستقرائي التاريخي والتحليلي والمنهج المقارن،
بغرض تحليل ونقد المادة العلمية التي جُمعت بعد تصنيفها إلى مجموعات بعناوين
فرعية.
وقد خلُص البحث إلى أن هذه التحولات تمثل خروجاً واضحاً
على الموقف العربي الجماعي وعلى مبادرة السلام العربية، وتحوّلاً استراتيجياً في المبدأ
الذي قامت عليه، ولها انعكاسات خطيرة، كما تحمِل مخاطر جمّة على الأمن القومي
العربي وعلى مستقبل القضية الفلسطينية.
ومن خلال رصد مستقبل هذه التحولات خلص البحث إلى ثلاثة
سيناريوهات: الأول استمرار هذه الاختراقات التطبيعية في ظل استمرار الضعف العربي
والتوتر مع إيران، وانحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، والانقسام الفلسطيني، والثاني
توقفها وتراجعها في ظل إنجازات المقاومة الفلسطينية مؤخراً وتوحد الشعب الفلسطيني
في الداخل والخارج مع دعم الشعوب العربية والإسلامية لها، ما قد يحدث تحولاً في
المواقف العربية والإسلامية والدولية، والثالث استئناف المفاوضات على ضوء
قرارات الشرعية الدولية مع ضغط دولي باتجاه تحقيق سلام نهائي يقود لتطبيع كامل بين
العرب وإسرائيل، وقد رجح البحث تحقق السيناريو الأول.
الكلمات المفتاحية: مبادرة السلام العربية، اتفاقيات
السلام، العلاقات العربية- الإسرائيلية، مستقبل القضية الفلسطينية، مفاوضات
السلام.