The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



المقال الإفتتاحي

التيارات السياسية والفكرية العربية التقدم والتراجع السياسي

التحرير


يعتمد كثيرون في تقييمهم لأداء أي حزب سياسي أو جماعة فكرية وتراجعها أو تقدمها على معطيات منقوصة، وعلى خصومة وعداء، مع تسرع في التحليل والتقدير.

وإن الاتكاء في التحليل على انطباعات غير علمية أو خصومة أو تسرّع أو سعي لإفشال الآخر يحيلنا إلى واقع يفتح معارك بين القوى السياسية، ما يشكّل حالة مَرَضية في النخب السياسية والفكرية العربية، ويعيق توجيه المجتمع وشبابه لتحقيق الأهداف العليا والكبرى للوطن وللأمة، وتشكّل حركات الإسلام السياسي أكبر قوة سياسية عربية، وهي تواجه هذا الواقع في التسرع في الحكم على قوتها وتقدّمها أو تراجعها أكثر من غيرها.

ولذلك يحتاج العالم العربي إلى مقاربة تحدث نقلة نوعية في البيئة العربية لصالح التقاربات بين القوى السياسية والفكرية العربية وليس التراشقات والخلافات، فالتنافس الديمقراطي يمثل حالة صحية في التدافع البرامجي بين جميع القوى، وفوز حزب أو جماعة في أي انتخابات لا بد أن يحقق الهدف المنشود من التنافس فعلاً، كما أن الفشل في ذلك يعطي الحزب مجالاً لإعادة ترتيب أوراقه وسياساته لجولة قادمة، ويمكنه توظيف قدراته في مساندة من تقدّم عليه في ميدان العمل، مع المحافظة على فرصة التنافس في دورة تالية، الأمر الذي ينتج حالة وطنية مهمة في التوافق والتشارك لتحقيق المصالح المشتركة حتى في ظل الاختلاف الأيدلوجي والسياسي، بدل الانشغال بالأنانية وإفشال الآخر.

ويمثّل نجاح قوة سياسية ما في جولة انتخابية نيل رضى أغلبية شعبية نسبية، ويعبّر ذلك عن تقاطعات بين توجهات وبرامج هذه القوة مع شرائح اجتماعية واسعة، والعكس كذلك، وفي كلتا الحالين لا بد من احترام خيارات الجمهور، مع خضوع ذلك للتقييم الموضوعي، وإنّ التفكير الصفري بأن تكون أي قوة سياسية خيار الجمهور الدائم أو أنها لا شيء هو تفكير وهميّ وغير قابل للتطبيق في العملية الديمقراطية.

إن التفكير الأعمق في نتائج الديمقرطية يحتّم على المفكرين والسياسيين تكريس ميثاق فكري وسياسي واجتماعي ينسجم مع قيم الأمة العربية الإسلامية ليلتزم به المتنافسون فازوا أو لم يفوزوا، سعياً للتقدم والإنجاز واستثمار الموارد والحفاظ على معنويات المجتمع ووحدته.

عودة