يتناول
هذا التقرير الموقف الإسرائيلي من اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع في القاهرة بين
حركتي فتح وحماس برعاية مصرية في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر 2017. ويؤكد التقرير على أن الموقف الإسرائيلي اتسم
على غير المعتاد بغياب الشدة والصرامة تجاه المصالحة حيث اكتفت إسرائيل بالتنديد
بالاتفاق دون اللجوء إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة. ويبحث التقرير في
الأسباب التي أفضت إلى هذا الموقف والتي كان من أبرزها ما تولد من قناعة لدى صانع
القرار الإسرائيلي حول غياب فرص نجاح المصالحة في جولتها الجديدة هذا بالإضافة إلى
الموقف الأمريكي الذي أبدى قبولاً للجهود المصرية الراعية للاتفاق.
كما
ويشير التقرير إلى المنافع الإسرائيلية المحتملة من الاتفاق والتي تتعلق
أساساً بتحرر إسرائيل من معضلة البديل عن
حماس في كل عملية تصعيد بينهما، حيث ستشكل عودة السلطة إلى حكم قطاع غزة فرصة
لإطلاق يد إسرائيل من جديد للتعامل مع فصائل المقاومة وفق توازن قوى جديد، هذا
بالإضافة إلى الفائدة المترتبة على الهدوء النسبي على جبهة الجنوب التي يمكن أن يوفرها
الاتفاق لإسرائيل من أجل التفرغ للتعامل مع الخطر القادم من الشمال والمتمثل بحزب
الله والفصائل الشيعية التابعة لإيران في سوريا.