The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



المقال الإفتتاحي

إشكالية القدس في التحرك السياسي العربي والفلسطيني

التحرير


شكلت القدس ولا تزال نقطة الصراع التاريخي الطويل في منطقة البحر المتوسط، ومنذ الاحتلال الإسرائيلي لها عام ١٩٦٧ كانت القدس عنوان الصراع الأهم والأبرز والأقدر على جمع العرب والمسلمين.

وبرغم الجهود الدولية والعربية لمنع إسرائيل من ضمها أو تهويدها غير أن قيادات إسرائيل من كل الاتجاهات اليسارية واليمينية اعتبرت القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، واتخذت إسرائيل قرارًا بضمها منذ العام ١٩٨٠، غير آبهةٍ بقرارات مجلس الأمن الدولي باعتبارها أرضًا محتلة. 

وتعامل العالم مع الأمر الواقع دون إقراره بالضرورة، غير أن اتفاقات السلام العربية لم تحقق أي إنجاز سياسي أو قانوني يُذكر لحماية المدينة والمحافظة عليها عربية إسلامية، واستمرت إسرائيل بسياسات التهويد والاستيطان في قلب المدينة ومحيطها وقامت بتوسيع حدودها الجغرافية، وتفريغها من السكان العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء في ظل موقف عربي هزيل فصل في المفاوضات وفي الاتفاقات بين قضية القدس وبين الأراضي المحتلة الأخرى، ولجأ إلى تحويلها ملفًا من ملفات المفاوضات النهائية لتسوية أو تصفية القضية الفلسطينية.

ولذلك يتساءل المرء عن المخرج السياسي لهذا الحال الضعيف فلسطينيًا وعربيًا في الدفاع عن القدس وحمايتها وحماية المقدسات التي فيها، وحماية سكانها وأرضها من العدوان الصهيوني المستمر باليوم والساعة؟؟ 

وفي ظل هذا يقدم المقال أبرز الملامح اللازمة لهذه الرؤية والتحرك المرافق لها، منها تشجيع مقاطعة إسرائيل على المستويات العربية والدولية وعلى كافة المجالات، وكشف حقائق السلوك الإسرائيلي ومخاطره في مختلف المحافل الدولية، ودعم النضال الفلسطيني بكل أشكاله من حركة المرابطين لمنع احتلال الأقصى من المستوطنين، إضافة إلى عقد مؤتمر عربي- إسلامي رسمي وشعبي لدعم القدس والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، تعلن فيه قرارات عملية ومواقف ذات أسقف وأزمان محددة ومطالب دقيقة من المجتمع الدولي.

وقد خلص المقال الافتتاحي إلى أن إشكالية القدس في التحرك السياسي العربي والفلسطيني ستبقى قائمة إن لم يحدث تحول في التفكير والسياسات في التعامل مع الاحتلال واستعادة مكانة القضية عربيًا وإسلاميًا وعلى الصعيد الدولي، كما أن تغييب الدور النضالي الشامل للشعب الفلسطيني والعربي والمسلم يتسبب بانكشاف التحرك السياسي ويُضعفه أمام العالم، ولعلّ هذه الأفكار العامة يمكن أن تكون مسودة ورقة عمل لفريق ينبثق عن الأحزاب العربية بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية لتشكيل ضغط سياسي وشعبي لتتبناها الدول العربية والسلطة الفلسطينية، وليتمكن التحرك السياسي من تحقيق حماية القدس والمقدسات وتحريرها من الاحتلال. 

عودة