لا تزال المسألة العراقية حافلة بالمزيد من التداعيات والتطورات الأمنية والعسكرية والسياسية الداخلية والإقليمية ، لأن حرب احتلال العراق خطط لها لأن تكون خارطة الطريق نحو إحداث تغير جذري وشامل في الشرق الأوسط ، وترتي ب علاقاته السياسية مع واشنطن وتل أبيب على نحو أواخر، وعليه فإن انعدام حالة الأمن والاستقرار في العراق بالرغم من وجود مايقارب ١٧٠ ألف جندي أمريكي ، بالإضافة إلى ال تحالفات الداخلية (كردية شيعية وسنية ) أيضًا دليل هام ومؤشر ينذر بتداعيات
واسعة على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دول المشرق العربي.
لقد أحبط ازدياد وتيرة المقاومة النوعية كثيرًا من الخطط والمعادلات، مما أدى بالمحصلة إلى حدوث تعديل كبير في السياسة الأمريكية في العراق على نحو يؤكد أن المقاومة العر اقية على اختلاف مسمياتها استطاعت أن تحدد أجندتها الخاصة التي فرضتها على صانع القرار السياسي الأمريكي، حيث تؤكد المعطيات بأن القوة على أرض الواقع هي المنتج الحقيقي للسياسات، فقد سببت المقاومة للقوات الأمريكية مزيدًا من القلق والتوتر الداخلي الذي انعكس سلب ًا على السلوك السياسي الأمريكي ممثلا بالحاكم المدني بول بريمر، وأيضا في تصريحات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد المتباينة والمتضاربة أحيانا، الأمر الذي يعكس حالة من التوتر الأمني، حيث أكد ذلك بول بريمر نفسه ذلك بقوله (أريد أن يشاركوني صداع ما يحدث في العراق ) فقد خارت معنويات الجنود، إذ تحدثت وسائل الإعلام عن ما لايقل عن ٢٥ عملية يوميًا يتكبد فيها الأمريكان مابين ٣ إلى ٧ قتلى يوميا.
وقد تطرقت الدراسة الى عدة اسباب جعلت العراق ساحة خلفية لنشاطات استخبارية مريبة، منها العامل الأمني والعامل المذهبي الى جانب عامل القوة .
ومن المواضيع الهامة التي تحدث عنها البحث، أبرز التنظيمات المقاومة العراقية، إذ تم تقسيمها إلى عدة مجموعات:
المجموعة الاول وهي التنظيمات التي نشأت من رحم النظام السابق وتشكيلاته العسكرية والحزبية.
المجموعة الثانية وتشمل التنظيمات الإسلامية الرئيسية في العراق.
المجموعة الثالثة وتشمل التنظيمات العراقية الوطنية السرية غير المؤدلجة.
وقد شمل البحث سيناريوهات جديدة قد تتخذها الإدارة الأمريكية لأنها تدرك جيدا أهمية العراق بالنسبة
للاستراتيجية الأمريكية المقبلة في الشرق الأوسط وفي العالم، ومن السيناريوهات المحتمل تنفيذها إنشاء قوات للدفاع الوطني العراقي لا يزيد تعدادها عن خمسين ألف جندي تدين بالولاء لقوات التحالف قبل وجود كيان سياسي عراقي جديد، تهيئة الأوضاع الداخلية لقبول القسمة الطائفية.
ويبقى الأفق رحبًا للعديد من التحولات السياسية والميدانية التي تؤثر على سياسات وقرارات الدول الكبرى والأقليمية وبالتالي على مستقبل العراق ونظامه السياسي، ونفوذ قواه الاجتماعية.