The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



البحوث والدراسات

موجات الديمقراطية والربيع العربي: دراسة مقارنة

أحمد البرصان


يعتبر الربيع العربي امتداداًللتحول الديمقراطي في العصر الحديث والموجة الرابعة في هذا التحول، ولم تكن الشعوب العربية استثناءً من التحول السياسي الذي يشهده العالم. وحيث أن التاريخ شهد ثلاثة ثورات شعبية ضد الشمولية والسلطوية، الثورات الشعبية عام1848 ضد أنظمة دكتاتورية مطلقة وضد أنظمة شمولية عام 1989، فإن الانتفاضات الشعبية العربية في دول الربيع العربي عام2011 كانت ضد أنظمة سلطوية فقدت شرعيتها، وانتفاضات عفوية تطالب بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وضد القمع والفساد.

إن أسباب هذه الثورات تقريباً متشابهة وضد أنظمة فقدت شرعية الإنجاز وتميزت في الحالات الثلاث بأنها كانت مفاجأة وسريعة الانتشار في إسقاط الأنظمة، وإن اختلفت في الجانب الأيديولوجي، فكانت ثورات عام 1848 تطالب بالليبرالية وضد الدكتاتورية، وثورات عام 1989 ضد أنظمة شيوعية وانتفاضات عام 2011 ضد أنظمة علمانية، وإذا كان الاتجاه الليبرالي تصدر عام 1848، فإن سقوط الشيوعية أدى إلى النظام الرأسمالي، بينما في الانتفاضات الشعبية كانت شعبية بلا أيديولوجية ولكن بعد سقوط الأنظمة ظهر الصراع بين تيارات الإسلام السياسي والتيارات العلمانية الليبرالية.

ومما يميز الانتفاضات العربية في دول الربيع العربي أنها واجهت قوى مضادة دولية دولية وإقليمية ومحلية لتحويل الانتفاضات عن مسارها وخاصة إبعاد الإسلام السياسي عن المسرح السياسي، ولكن في ثورات عام 1989 كانت القوى الخارجية داعمة للتحول الديمقراطي مثل موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من ثورات عام 1989 وتقديم المساعدات والعون السياسي والاقتصادي والإعلامي. ولكن في حالة الربيع العربي كانت القوى الخارجية والاقليمية تقدم الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي للقوى المضادة للثورة، مما أدى إلى صراع وصل في كثير من الأحيان لحرب أهلية في بعض دول الربيع العربي.

ولكن دروس الثورات أنها دائما تواجه ثورة مضادة ولكن في النهاية كان الانتصار لإرادة الثورة وفشل الثورات المضادة مهما كانت قوى الثورة المضادة، خاصة أن القوى المضادة في حكمها تكرر فشل الأنظمة السلطوية السابقة للانتفاضات ولا تتمتع بشرعية الإنجاز؟

عودة