يرى المقال أن أسباب ودوافع التوتر في العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام في الأردن ما زالت غير واضحة، وذلك في ضوء دور الحركة الإسلامية الدائم في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد و خلال الربيع العربي. ولذلك يظل الحديث عن "التحول في العلاقة" رهن التحليل بين من يعدّه خطوةً تصعيديةً ومن يرى فيه خطوة معزولةً استجابةً لضغوط خارجية أو اعتبارات داخلية.
ويؤكد المقال أن العلاقة بين الإخوان والنظام قامت منذ تأسيس المملكة على الحرية في العمل وحفظ الوحدة الوطنية والمحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد، وعلى العمل السلمي المدني بكل مستوياته، وظل التعايش هو سيد الموقف بين الطرفين حتى في ظل مناوشات أمنية من الدولة وسياسية من الإخوان في عدد من المحطات السابقة، فظلّت مؤسسة العرش تَعتبر هذه الجماعة ضمانة مهمة من ضمانات استقرار الحكم والأمن في البلاد. وبذلك شكلت فلسفة التعايش أساس العلاقة بين الإخوان والنظام، وظلت قواعد العلاقة بينهما غير قابلة للاختراق حتى في ظل تحولات علاقات التيار الإسلامي بأنظمة كثيرة في المنطقة.
ويشير المقال إلى أن طاولة الحوار تمثل دومًا القاسم المشترك بين أفراد العائلة الواحدة التي تمثلها حالة الأردن بنظامه التوافقي، وعلاقاته الاجتماعية القوية، وتماسك بنيانه العشائري والعائلي بين كل المنابت بلا استثناء، ويُشدد على ضرورة فتح أبواب الحوار المباشر وغير المباشر، واعتماد الصراحة في تناول القضايا الخلافية، والإفصاح عن دوافع التوتير من قبل الحكومة، والإفصاح عن طبيعة السياسات والمواقف الحقيقية حيال ما يجري في المنطقة من قبل جماعة الإخوان، ويدعو الى مشاركة القصر في رأب صدع الجماعة ودعم وتشجيع تماسكها للمحافظة على الوحدة الوطنية، ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد، وتوفير أجواء الحرية للدعوة الإسلامية المعتدلة وبرامجها وقياداتها والتي يمثل الإخوان رافعةً مهمةً فيها.
ويخلص الكاتب إلى أن تبني مثل هذا التفكير اليوم أصبح ملحًا على قيادة البلاد وقيادة الإخوان في آن واحد، كما هو ملح على العقلاء، وهم كُثُر، من أبناء هذا البلد العزيز.