تكمن أهمية الانتخابات الرئاسية المصرية 2014 في أنها تعد معيارا لمدى
الشرعية السياسية للنظام الجديد، باعتبارها الاستفتاء الثاني على المسار الانتقالي
فترة ما بعد يوليو 2013، ومن ثم، فإن تحليل نتائج الانتخابات يجب أن ينصرف للبحث
في الدلالات السياسية لاتجاهات تصويت الناخبين، وانعكاسها على العلاقات السياسية
ومستقبل النظام السياسي، فقد جرت الانتخابات الرئاسية المصرية في ظل العديد من
الأحداث والظواهر الاجتماعية والسياسية، كان في مقدمتها الصراع حول الشرعية
السياسية والسعي نحو تثبيت مشروعية النظام الجديد.
وقد خلص التقرير إلى مجموعة من الدلالات، حيث تتمثل الدلالة
الأولى في إجراء الانتخابات في هدوء شديد دون أحداث عنف، وهذا ما يعتبر ظاهرة صحية
يمكن البناء عليها في تقويض توجهات الحكومة في التركيز على مكافحة الإرهاب.
أما الدلالة الثانية، فإنها تكشف نتائج الانتخابات اهتزاز الصورة الذهنية
للمرشح "السيسي" والتي بذلت مؤسسات الدولة بكافة أطيافها جهدا كبيرا في
صناعتها وترسيخها في ذهن الجماهير، فقد تبعثرت هذه الصورة مع بدء الدعاية
الانتخابية والظهور المتكرر والمسجل على الفضائيات.
وهذا ما يفتح النقاش حول ضرورة التفكير في إطار للعمل
السياسي وفق ارضية استعادة الديمقراطية، ويمكن القول أن إطار إعلان القاهرة يشكل
ملامح أفكار للعمل السياسي يمكن البناء عليه في المرحلة القادة في ظل ثبات أداء
تخالف الشرعية.