اتفاق المصالحة الذي وقع في غزة ليس هو الاتفاق الأول الذي يُعقد بين
الحركتين الفلسطينيتين، حركة التحرير الوطني "فتح"، وحركة المقاومة
الإسلامية "حماس". سبق هذا الاتفاق اتفاقات عديدة أبرزها اتفاق صنعاء
2008 واتفاق القاهرة 2011 واتفاق الدوحة 2012 واتفاق القاهرة 2012.
كل الاتفاقات السابقة رافقتها ظروف أدت إلى إجبار أو إقناع الطرفين على
التفاوض المباشر والوصول إلى تفاهامات بعضها تم جدولته زمنيا، ورافقت كل الاتفاقات
تحليلات بعضها كان متفائلاً وأكثرها كان متشائماً حيال نجاح تلك الجهود في إنهاء
الانقسام.
وقد جاء هذا التقرير ليناقش عوامل نجاح وفشل اتفاق غزة، حيث أكد أن هذه العوامل
تكمن في الظروف المحيطة بكلا الحركتين، ومدى قناعتهما الذاتية بضرورة طي صفحة
الانقسام، ومدى المصالح المتحققة أو المخاسر المتوقعة، وبالتأكيد بالأطراف المهتمة
بالقضية الفلسطينية عربياً ودولياً.
وقد خلص التقرير إلى أنه من المحتمل أن يكون مصير اتفاق غزة أفضل من مصير
الاتفاقات السابقة، حيث يتم إنهاء الانقسام الفلسطيني وتخلي حركة حماس عن حكم غزة،
وتشكيل حكومة واحدة تبسط سيطرتها على الضفة الغربية وقطاع غزة. وهو أمر مرهون
بتغير الظروف الضاغطة التي أجبرت كلا الحركتين للوصول إلى قناعة ذاتية بإنهاء
الانقسام، وهي ظروف يبدو أنها قد تتغير في المدى المنظور.