The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



المقالات والتقارير

على هامش الحرب الأمريكية على أفغانستـــــان

هيثم الكيلاني


لقد عُرف الحزب الجمهوري بأنه يتبنّى فلسفة المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، هذه المدرسة التي ترى أن النظام الدولي يتميّز بصفة الفوضى، وإذا كانت الطبيعة "الشريرة" للبشر هي التي تقود إلى حدوث فوضى في العلاقات الدولية فإن القوة العسكرية هي الوسيلة المناسبة لمنع الفوضى وتحقيق الاستقرار الدولي.

ولهذا فإن الحزب الجمهوري يميل إلى استخدام القوة ضد من يسمَّون "الدول المارقة"، وبخاصة تلك التي "تقدّم المأوى والسلاح والدعم" لما يسمى الإرهاب الدولي ومنظماته.

بدأت الولايات المتحدة تستعدّ للحرب ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية منذ أربع سنوات؛ ففي عام 1997 أخذت وزارة الدفاع (البنتاغون) تغيّر استراتيجيتها العسكرية، لتكون مؤهلة لمواجهة تهديد جديد يتمثل في عدوّ ليست له هياكل تنظيمية واضحة، ويتجسد في تنظيمات وجماعات إرهابية.

وقد أشرف على عملية التغيير أساتذة في الاستراتيجية والتخطيط، وبعد أن استلم الحزب الجمهوري الحكم في الولايات المتحدة في أوائل عام 2001، تسارعت خطى تنفيذ خطط التغيير.

كان جوهر عملية التغيير قائماً أساساً على التصدي لعمليات ضرب المصالح الأمريكية في الخارج، وحينما حدث غير ذلك تماماً، أي أن الهجمات كانت من الداخل وفي الداخل، أرسلت القيادة الأمريكية أربع مجموعات من القوات الخاصة إلى أفغانستان لتكون طليعة استخبارية قبل أن تبدأ الحرب في 7/10/2001.

أعلن الرئيس الأمريكي حالة التأهّب القصوى، واستنفر 36 قاعدة عسكرية أمريكية في أنحاء العالم، وتم استدعاء 50 ألفاً من عسكر الاحتياط، واعتمد الكونغرس 40 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب، دون أن يعرف على وجه الدقة، العدد الحقيقي الذي ستوجه القوات إلى تدميره، إذ قال كولن باول وزير الخارجية الأمريكية –وهو قائد عسكري سابق- "إن الرد سيكون عسكرياً، وآمل أن نتمكن من العثور على أهدافنا".

ومن المتوقّع أن تكون انتفاضة الشعب الفلسطيني أولى ضحايا حرب الولايات المتحدة ضد أفغانستان.

ولاحقا سوف يتوقف علماء النفس والاجتماع والإدارة والسياسة والمتخصصون في علوم الحرب والاستراتيجية والصراع أمام ما حدث ويحدث وسيحدث من تغيرات في الفكر والتخطيط، فما نحن فيه أشبه بمياه المحيطات التي كلما تعمقنا فيها ازدادت ظلاماً وضغطاً على أجسامنا وعقولنا حتى نفقد، ولو للحظات، قدرتنا على فهم ما يحدث.

عودة