يشتمل
الوطن العربي على عدد من الأقليات القومية والعرقية والدينية التي تعيش في داخله،
بيد أن السياسات الغربية والصهيونية العالمية تحاول دائماً استغلال هذا الوضع
لعرقلة المسار العربي نحو الوحدة والتقدم، ومن هذه الأقليات الأكراد في العراق.
وعلى
المستوى الإقليمي، تهدف "إسرائيل" إلى إضعاف الأمة العربية وتمزيق أوصال
الوطن العربي، من خلال تفتيت الأقطار العربية القائمة وتشظيتها وتقويضها من
الداخل، وإقامة دويلات جديدة هزيلة متناحرة على أسس عرقية أو دينية أو طائفية أو
غير ذلك.
وطبقاً
لما كشفت عنه المصادر الإسرائيلية فإن أول تحّرك صهيوني في شمال العراق، إنما يعود
إلى مرحلة سبقت قيام الدولة الصهيونية على أرض فلسطين؛ ذلك أن الحركة الصهيونية
كانت تدرك أهمية الموقع الجيوستراتيجي للعراق ودوره القادم في الصراع العربي-
الصهيوني، ومن هنا فإنها سعت إلى إيجاد موطئ قدم لها عبر استغلال أو إثارة حركة
التمرّد في الشمال.
وهكذا
بدأنا نشهد تطور أهداف التحرك الإسرائيلي إزاء المتمردين، ليس بهدف تعطيل القدرات
العراقية فحسب، وإنما لدعم توجهاتهم الانفصالية عن الوطن الأم، فقد قدمت الأموال
والدعم السياسي لزعماء التمرّد من أجل تحقيق أهدافهم السياسية في اقتطاع جزء من
الأراضي العراقية وإقامة كيان انفصالي في الشمال.
وبالإجمال
فإن "إسرائيل" مارست، وسوف تمارس، سياسة تفتيتية تجاه العراق أو غيره من
الأقطار العربية، مُستغلة في ذلك وجود بعض الأقليات القومية أو العرقية أو الدينية
بين ظهراني الأمة العربية، وبرغم أن هذه الأقليات كانت وستبقى جزءاً أصيلاً
وفاعلاً ضمن التكوين التاريخي للأمة العربية.