يتحدث التقرير عن أنه لا خلاف بين الدوائر المسؤولة عن بلورة التقدير الاستراتيجي في تل أبيب على أن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة قد مثَّل تغيراً كبيراً ودرامتيكياً بالغ الخطورة في البيئة الاستراتيجية التي تلف الكيان الإسرائيلي، وعلى الرغم من الطبيعة السرية للمداولات التي تجري في هذه الدوائر، وتحديداً في قسم الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية المعروفة بـ" أمان "، إلا أن الجدل الدائر بين النخب العسكرية حول تداعيات التطورات الأخيرة في غزة يشير إلى أن هذه الدوائر شخصت مكامن الخطر على الأمن "القومي" الإسرائيلي كنتيجة لسيطرة حماس على القطاع.
ويذكر التقرير هذه المخاطر التي منها تمثيل القطاع تحت سيطرة حماس تهديداً استراتيجياً عسكرياً، ولأول مرة يكون على الحدود كيان تسيطر عليه حركة ذات توجه إسلامي ترفض الكيان الصهيوني ويعلن النية في القضاء عليه. إضافة إلى خشية إسرائيل من أن يساهم ها الكيان في زعزعة وجود أنظمة الحكم في الدول العربية في محيط فلسطين. كما تخشى من انتقال التجربة إلى أرض الضفة الغربية.
ثم يتناول التقرير آليات التحرك المقترحة إسرائيلياً لمواجهة حماس من خلال الضغوط الاقتصادية، والبرهان على أبي مازن، والدور المصري الذي ترى إسرائيل أنه قادر على خنق حماس في غزة، مع ان مصر حريصة على الهدوء والاستقرار في غزة.
ويخلص التقرير إلى أن إسرائيل الرسمية لا زالت تحاول رصد الفرص والمخاطر التي أسفرت عنها الأحداث الأخيرة، والمؤكد أن تل أبيب غير واثقة تماماً من كون هذه الفرص ستستحيل مخاطرَ أو العكس.