ملف العدد
رؤى اسرائيلية - ما تزعمه حماس من انتصار له ما يؤيده
بعدما تنتهي الحرب سيتضح لنا كما هو حال دولة إسرائيل دائماً أنها أوقعت نفسها في فخ. ولكن في هذه المرة ولأجل القيام بتغيير ما فإن الأمر من شأنه أن يفرز ضغطاً دولياً ليرغمنا على الانسحاب، ليس من مناطق قطاع غزة فحسب بل من مناطق الضفة الغربية أيضاً. هناك مصلحة إسرائيلية وطنية وحقيقية في توجيه ضربة لحركة حماس، ولقد استعانت إسرائيل بدعم دولي من أجل القيام بعملية الاقتحام لقطاع غزة وفي الوقت نفسه لجأت إلى الاستعانة بهذا الدعم نفسه من أجل الانسحاب من هناك. إنه لمن الصعب استيعاب حقيقة كم من الممكن أن يكون السياسيون ورجال الإعلام أغبياء عندما يعتقدون ويصدقون أن العالم يقف إلى جانبنا ويدعمنا. يزعم المتحدث باسم حماس تحقيق الانتصار، ويبدو أن هناك بعض النقاط التي تدعم زعمه هذا؛ فعلى الساحة الدولية مثلاً حصلوا على نوع من الاعتراف. ناهيك عن الحديث المتعلق بفتح المعابر، ومسيرة النصر باتجاه ميدان فلسطين وصفقة تبادل أسرى تمنح حماس نوعا من صوره الانتصار المتأخرة. من جهة أخرى فإن الهذيان لدى العرب من أن مواطني غزة سيرفضون سلطة حماس في انتخابات نيسان القادم مثله الهذيان الذي أصابهم إبان حرب لبنان الثانية، إذ تنبأوا في حينه أن مواطني لبنان سيرفضون حزب الله في أعقاب القصف الذي تعرض له إبان الحرب إلاّ أن ما نشهده الآن هو أن حزب الله يتنافس على قيادة وزعامة لبنان كلها، وحماس تتنافس على زعامة وقيادة فلسطين كلها.
عودة