تعرضت حركة حماس منذ فوزها في الانتخابات النيابية في كانون ثاني من العام 2006 إلى حملة شرسة من قبل أطراف داخلية وخارجية مما حدا بالحركة للقيام بما أسمته الحسم العسكري في قطاع غزة وبالتالي دخلت القضية الفلسطينية مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع تمثل بحكم نسبي لفصيل مقاوم لجزء من الأرض المحتلة. واشتدت الحملة على حركة حماس من خلال الحصار المطبق على قطاع غزة ومن خلال محاولة عزلها دولياً وإقليمياً وملاحقة مصادر تمويلها وإدراجها ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، ومحاولة الضغط على المواطنين في القطاع والتضييق على معيشتهم لرفض حكم حماس.
إلا أن الحركة استطاعت أن تجمع بين الحكم والمقاومة وهذا ما قد أفسد على الأميركيين والإسرائيليين مشروعهم، الذي هو مرتبط أيضا بالرؤية الأميركية الإسرائيلية لما يجب أن تكون عليه المنطقة العربية الإسلامية المسماة بالشرق الأوسط. ولهذا كان لا بد من إسقاط حماس وإعادة قطاع غزة إلى بيت الطاعة ليكون مشمولا بالحل القائم على خريطة الطريق الذي يجند الفلسطينيين ضد الفلسطينيين.