المقالات والتقارير
سلطة بلا سلطة - صورة الوضع
إن الانخفاض المتواصل في نسبة التكتل الداخلي للسلطة الوطنية الفلسطينية، والمتمثل بغياب سلطة مركزية فاعلة، وانقسام عميق بين قطاع غزة والضفة الغربية، وصراعات داخلية عنيفة، يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة لمناقشة موضوع استقرار السلطة وإمكانية بقائها. حيث تبدو هذه الأسئلة أكثر وضوحاً في أعقاب دعوة جهات من التيار الوطني إلى وجوب حل الدولة الواحدة، وتأتي في ظل هذا التلكؤ والبطؤ المتواصل في المفاوضات المتعلقة بالتسوية الدائمة، كما أنه ضمن هذا الواقع يُطرح السؤال الخاص بسبب وجود السلطة الوطنية الفلسطينية ومفعولها. وبالرغم من أن الصراع على السلطة بين حركتي حماس وفتح يساهم في تدمير السلطة الفلسطينية من الداخل، إلاّ أن فكرة وجودها لم تنته في نظرهما، إذ أن أمر قيام الدولة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن يُعد في نظر قيادة فتح الإنجاز التاريخي الأهم. ومن جهة أخرى فإن وجود السلطة الفلسطينية هو مصلحة محضة من وجهة نظر حماس أيضاً والتي وصلت إلى الحكم عن طريق السلطة الفلسطينية وبصورة شرعية من خلال انتخابات ديمقراطية بل تتطلع إلى السيطرة بهذه الطريقة على منظمة التحرير ومؤسسات الشعب الفلسطيني. ضمن الوضع الراهن الذي يتسم بالركود عموماً تتواصل عمليتان اثنتان: العملية الثابتة لضعف السلطة الفلسطينية والتيار الوطني، رغم أنهما يحظيان باعتراف ودعم من إسرائيل والأسرة الدولية، وفي الوقت نفسه عملية تعاظم قوة التيارات الإسلامية على الساحة الفلسطينية.
عودة