المقالات والتقارير
قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008
كان العالم والشعب الأمريكية على موعد هام في 4/11/2008 لانتخاب الرئيس الأربع والأربعين ونائبه للولايات المتحدة الأمريكية، والذي احتوى على كثير من الإثارة والمتابعة. ففي ذلك اليوم عُقدت الانتخابات الرئاسية السادسة والخمسين والتي عُقدت بشكل دوري كل أربع سنوات منذ أن نشأت دولة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ترشح لموقع الرئاسة (15) مُرشحاً من (13) حزباً (2) مستقلين، وعلى رأس هؤلاء كان التنافس على أشده بين الحزبين الرئيسيين: الجمهوري والديمقراطي حيث فاز السناتور باراك حسين أوباما والسناتور جو بايدن الديمقراطيين على السناتور جون ماكين وحاكمة الآسكا سارة بالين الجمهوريين. وبهذا يُصبح أوباما هو الرئيس المنتخب حتى يتم تنصيبه رئيساً رسمياً للولايات المتحدة الأمريكية في 20/1/2009. وقد شهدت هذه الانتخابات الكثير من الأحداث التي تحدث لأول مرة في تاريخ أمريكا وأهمها فوز أمريكي أسود من أصول مختلطة العرق والدين بالرئاسة، بل وبترشيح أول أمريكي أسود عن حزب رئيسي فيها. وفي مقابل أن أوباما هو أصغر رئيس أمريكي فإن ماكين كان سيصبح أكبر رئيس أمريكي فيما لو نجح، وكذلك كانت بالين أول امرأة تصبح نائبة رئيس أمريكي فيما لو نجحت. أما جوبايدن فهو أول كاثوليكي من أصول إيرلندية يصبح نائباً للرئيس الأمريكي. وفيما عدا جون كندي – الرئيس الأمريكي الأسبق – فلم يصل إلى رئاسة أمريكا أي كاثوليكي أو أي رئيس ينتمي لأية مذهب مسيحي غير البروتستانتي. وبتعيين رام إيمانيويل في منصب كبير موظفي البيت الأبيض وهو يهودي (إسرائيلي) يكون الثلاثة الأعلى في السلطة التنفيذية – وهي الأقوى بين السلطات الثلاثة – هم من أصول مُهاجرة قريبة الهجرة ومن الأقليات الدينية والعرقية غير المنتمية للأغلبية البيضاء البروتستانتية. وإذا ما أضيف الاحتمالات القوية لفوز هيلاري كلنتون عن الحزب الديمقراطي وبالين عن الحزب الجمهوري. فإن أمريكا تكون قد سبقت نفسها في سماحها لأبناء الأقليات في قيادة أمريكا قبل عقدين لاحقين من الزمان حيث ستصبح أمريكا بلا أغلبية عرقية أو مذهبية، بل خليط كبير من الأعراق والأديان والمذاهب والأصول الوطنية.
عودة